أوراق على قارعة الطريق
وراقٌ مهملةٌ رثّة ... ممزقةٌ على قارعةِ الطريق ...
تأَملْتُها بتعجبٍ وحسرة ...
فثمةَ أوراقٍ كثيرة مبعثرةً هنا وهناك ...
مزَّقَتْها أناملٌ حاقدة ...
لا ...
بل ربما أناملٌ حائرة ... أناملٌ حزينة ...
انفطرت من الحزن والألم ... ولم تستطع التحمل ...
*****
أآخُذُها ؟؟!! ... تَساءلت مع نفسي الحائرة ...
أم أُبقيها في مكانها !! ...
أأُعيدُ جمع رَفاتِها ؟!...
وأكملَتْ نفسي تأملاتِها وتَساؤُلاتها اللامتناهية ...
هل أستطيعُ جمع أشلائِها... وثناياها... وتركيب حروفِها...
هل أستطيعُ رسم كلماتِها مرة ثانيةً ومن جديد ؟؟
*****
تَرَكَتْني الأوراقُ حائراً ... غارقاً في تفكيري المجنون ...
في مَن مزَّقَها؟! ... ومن تركها تصارِعُ وحشةَ الطرقات ...
مَن رماها في تلك الزاويةِ المَنْسِيَّةِ على ذاكَ الطريق ؟! ...
وكأَنَها ملابس رثْة ...
لا مكان َلهُا سوى سلة النفايات...
*****
وصرخَتْ بي الأوراقُ غاضبةً وحانقةً ...
لا ... لا تجمعني ... إياكِ أن تجمعني ...
ولا تفكر حتى في أن تجمعني ...
لا تحاول معرفةَ الغموض الذي يعتريني ...
فقد تركني أصحابي سنينَ طويلة حبيسةِ الرفوف والأدراج ...
كأسيرٍ مَنسيٍّ بين الجدران ...
فَتَذَكروني أخيراً ...
وأطلقوا سراحي ...
*****
لا تُتْعِب نفسك الحائرةِ بتجميع أسطري ...
ولمِّ شتاتَ كياني وكلماتي ...
دَعني كلماتٌ ملقاةٌ على قارعةِ الطريق ...
يُفكِرُ بيَّ المارين ...
دَعني أُنْعِشُ ذاكرةَ النائمين ...
كما داعبتُ خيالك الشاردَ في السماء ...
بِرَبك دعهم يحاولون تخمين كلماتي ...
وكشف َ غموضي ... وتجميع أحزاني ...
بربك دعني ...
فقد مللتُ المكوثَ بين الرفوفِ وأدراجِ المكتبات ...
لا يَعبأُ بي أحدٌ هناك ...
*****
دعني أداعبُ قارعةَ الطرقات ...
دعني أغازلُ ضوء القمر ...
وأذوب صباحاً تحت خيوط الشمس الحارقة ...
دعني أحيا في ذاكرة النفوس الشاردة ...
دَعني وحدي ...
لأبقى أبداً .....
أوراقٌ ملقاةٌ على قارعة الطريق ..