بسم الله الرحمن الرحيم
الاحاديث التى نتعلم منها كيفة الصلاة والدعاء
الاحاديث المختارة من فتح المُبدى
بشرح مختصر الزبيدى
تأليف
العلامة الفاضل شيخ الاسلام
الشيخ عبدالله الشرقاوى
رحمه الله تعالى
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ~~~~~~~~
بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث الاولى فى باب الصلاة
عن ابى هريرة رضى الله عنه عن النبى قال :صلاة الجميع تزيد على صلاته فى بيته وصلاته فى سوقه خمسا وعشرين درجة,فإن أحدكم أذا توضأ فأحسنالوضوء واتى المسجد لايريد إلا الصلاة لم يخط خطوه إلا رفع الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة حتى يدخل المسجد فإذا دخل المسجد كان فى صلاة ماكانت تحسبه,وتصلى علية مادام فى مجلسه الذى يصلى فيه :الهم اغفر له الهم ارحمه مالم يحدث فيه.(صدق رسو الله صلى الله عليه وسلم)
شرح الحديث
(عن ابى هريرة رضى الله عنه عن النبى قال :صلاة الجميع ) بياء بعد الميم المكسورة وفى رواية صلاة الجماعة (تزيد على صلاته )أى الشخص المنفرد(فى بيته) وعلى (صلاته)بانفراد(فى سوقه خمسا وعشرين درجة) بالنصب على التمييز وخمسا مفعول تزيد نحو قوللك زدت عليه خمسا.وسر الاعداد لايتوقف علية إلابنور النبوه ،(فإن أحدكم أذا توضأ فأحسنا)أى أسبغ (الوضوء)(لايريد إلا الصلاه)أو فى معناها كالاعتكاف ونحوه واقتصر على الصلاة للاغليبة (ولم يخط خطوة)بفتح الخاء (إلا رفع الله بها درجة وحط عنه بها خطيئة )بالنصب فيهما على التمييز وفى نسخة إسقاط بها وفى اخرى أو حط والواو أشمل (حتى يدخل المسجد فإذا دخل المسجد كان فى )ثواب(صلاة ماكانت )بتاء التأنيث وفى نسخة ماكان بإسقاطها (تحبسه)الصلاة اى مدة دوام ذالك وحذف الفاعل للعلم(وتصلى علية مادام فى مجلسه الذى يصلى فيه )أى تستغفر له وتطلب له الرحمة قائلين(الهم اغفر له الهم ارحمه مالم يحدث فيه)اى مالم يأتى بناقض للوضوء فيه وفى نسخة مالم يؤذ يحدث بضم أول المضارعين المجزومين واللاحق بدل من سابقة.
الحديث الثانى
عن عائشة رضى الله عنها ان النبى (صلى الله عليه وسلم) بعث رجلا على السرية،وكان يقرأ لأصحابه فى صلاتهم،فيختم بقل هو الله احد،فلما رجعوا ذكروا ذالك لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)،فقال:سلوه لأى شئ يصنع ذالك؟ فسألوه،فقال:لأنها صفة الرحمن وأنا أحب ان اقرأ بها،فقال النبى (صلى الله عليه وسلم) اخبروه أن الله تعالى يحبه.(صدق رسو ل الله صلى الله عليه وسلم)
شرح الحديث
(عن عائشة رضى الله عنها ان النبى (صلى الله عليه وسلم) بعث رجلا)قيل هو كلثوم بن الهدم وقيل غيره(على سرية)أميرا عليها وهو متعلق ببعص أوبمحذوف حال من رجل على قلقة لا صفة لفساد المعنى لانه يقتضى كونه على سرية قبل البعث وليس كذالك (السرية،وكان يقرأ لأصحابه فى صلاتهم)اى التى يصليها بهم وفى نسخة فى صلاته (فيختم)قراءته(بقل هو الله أحد)السورة الى أخرها وهذا يشعر بأنه كان يقرأبغيرها معها فى ركعة واحدة فيكون دليلا على جواز الجمع بين السورتين غير الفاتحة فى ركعة واحدة والمراد أنه كان من عادته أن يقرأها بعد الفاتحة (فلما رجعوا ذكروا ذالك لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)،فقال:سلوه لأى شئ يصنع ذالك؟ فسألوه)لم تختم بقل هو الله أحد؟ (فقال) الرجل اختتم بها(لانها صفة الرحمن)لان فبها،أسماءه وصفاته وأسماؤه مشتقة من صفاته (وانا احب ان اقرأبها) فجاءوا فأخبروا النبى (صلى الله عليه وسلم) (فقال النبى(صلى الله عليه وسلم) أخبروه ان الله )تعالى (يحبه)لمحبته قراءتها،ومحبة الله تعالى لعباده إرادة الثواب لهم.
الحديث الثالث
صلاة الاستخارة
عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة فى الامور كلها كما يعلمنا السورة من القران ،يقول : إذا هم أحدكم بالامر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم أنى استخيرك بعلمك ،واستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم ،فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم ،وانت علا الغيوب ، اللهم إن منت تعلم ان هذا الامر خيرا لى فى دينى ومعاشى وعاقبة امرى -أو قال : عجل أمرى واجله- فاقدره لى ،ويسره لى ثم بارك لى فيه ، وإن كنت تعلم ان هذا الامر شرلى فى دينى ومعاشى وعاقبتة أمرى -أو قال: عاجل امرى واجله - فاصرفه عنى واصرفنى عنه،وأقدر لى الخير حيث كان ثم أرضنى به ، قال : ويسمى حاجته.(صدق رسو ل الله صلى الله عليه وسلم)
شرح الحديث
(
عن جابر بن عبد الله)الانصارى (
رضى الله عنهما قال:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة )أى صلاتها ودعاءها وهى طلب خير الامرين (
فى الامور) وفى رواية زيادة كلها جليلها وحقيرها كثيرها وقليلهاليسأل أحدكم حتى شسع نعله (
كما يعلمنا السورة من القران ) اهتماما بشان ذالك(
إذا هم أحدكم بالامر)أى قصد امرا مما لايعلم وجه الصواب فيه أما ما هو معروف خيره كالعبادات وصنائع المعروف فلا وجه الصواب يفعل ذالك لوقتها المخصوص كالحج فى هذه السنه لاحتمال عدو أو فتنة نحو ها (
فليركع)أى فليصلى تسمية للكل باسم الجزء ندبا فى غير وقت الكراهية (
ركعتين)أو اربعا بتسلمية لحديث ابن حبان ثم صل ماكتب الله لك، ولا تجزئ ركعه واحدة(
من غير الفريضة)بالتعريف وفى نسخة بالتنكير فلا تحصل سنتها بوقوع دعائها بعد فرض (
ثم ليقل)ندبا بكسر لام الامر المعلق بالشرط وهو إذاهم احدكم بالامر (
اللهم إنى استخيرك)أى اطلب منك أن تجعل لى قدرة ماهو خيرا لى (
بعلمك واستقدرك)اى اطلب منك أن تجعل لى قدرة عليه(
بقدرتك)الباء فيهما للتعليل أى بسبب أنك عالم بما هو خير وقادر على حصوله أو للاستعانة أى مستعنيا بعلمك وقدرتك او للاستعطاف كما فى (
رب بما أنعمت على )،أى بحق قدرتك وعلمك الشاملين (
وأسألك من فضلك العظيم )إذ كل عطائك فضل ليس لاحد عليك حق فى نعمته (
فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم ،وانت علا الغيوب )ماغاب عنا أى استأثرت بذالك لا يعلمه غيرك إلا من ارضيته وفيه إذعان بالافتقار إلى الله فى كل الامور والتزام لذله العبودية (
اللهم إن منت تعلم ان هذا الامر )وهو كذا وكذا ويسميه(
خير بى فى دينى ومعاشى)حياتى (
وعاقبة امرى )(
أو قال: عاجل امرى واجله)شك من الراوى(
فاقدره لى)بضم الدال وحكى بكسرصا.واعترض هذا بأن من الدعاء المحرم المقتضى استئناف المشئه كمن يقول قدر لى الخير لان الدعاء بوضعه الغوى إنما يتناول المستقبل دون الماضى لانه طلب وطلب الماضى محال فيكون مقتضى هذا الدعاء أن يقع تقدير الله فى المستقبل من الزمان والله سبحانه وتعالى يستحيل عليه استئناف التقدير بل وقع جميعه فى الازل فيكون هذا الدعاء مخرجا على مذهب من يرى ان لاقضاء وأن الامر أنف ،اى لايقدر الله الشئ ولا يعلمه إلا وقت بروزه وهو فسق بالاجماع.
واجيب بأن المراد بالتقدير هنا التيسر مجازا والداعى إنما اراد هذا المجاز وانما يحرم الاطلاق عند عدم النيه فقول (
ويسره لى) تفسير لما قبله (
ثم بارك لى فيه) أى أنزل فيه البركه وهى الخير الالهى (
وان كنت تعلم ان هذا الامر )وهو كذا كذا ويسميه(
شرلىفى دين ومعاشى) حياتى(
وعاقبة أمرى أو قال )شك من الراوى فى (
عاجل امرى واجله - فاصرفه عنى واصرفنى عنه)فلا تعلق قلبى بطلبه واتى به بعد ماقبله لانه قد يصرف الله تعالى عن المستخير ذالك الامر ولا يصرف قلبه عنه بل يبقى متطلعا متشوقا إلى حصوله فلا يطيب له خاطر له خاطر فإذا صرفه الله عنه كان اكمل ولذا قال (
وأقدر لى الخير حيث كان ثم أرضنى به ) بهمزة قطع اى اجعلنى راضيا به لانه إذا قدر له الخير ولم يرض به كان منكد العيش اثما بعدم رضاه بما قدر الله له مع كونه خيرا له قال (
ويسمى حاجته) أى اثناء دعائه ذكرها بالناية عنها بقول أن هذا الامر كما مر
center]
حديث اليوم[/center]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( قال الله تعالى : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد : {الحمد لله رب العالمين** ، قال الله : حمدني عبدي . فإذا قال : {الرحمن الرحيم** ، قال : اثنى علي عبدي . فإذا قال : {مالك يوم الدين** ، قال مجدني عبدي.وإذا قال:{إياك نعبد وإياك نستعين** ، قال : هذا بيني وبين عبدي ، ولعبدي ما سأل . فإذا قال : {اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين** ، قال : هذا لعبدي . ولعبدي ما سأل) رواه مسلم وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب / 1455 ]
) ..